لا تؤاخ الأحمق
" لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء
وربما يريد أن ينفعك فيضرك وسكوته خير من نطقه
وبعده خير من قربه وموته خير من حياته ".
وقال ابن أبي زياد:
قال لي أبي: يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى
فإني ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلي.
لا تغضب على الحمقى:
عن عبد الله بن حبيق قال:
أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام
" لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك ".
وعن الحسن قال:
هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل.
وعن سلمان بن موسى قال:
ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض حليم من أحمق وشريف
من دنيء وبر من فاجر.
الناس أربعة أصناف:
وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال:
قال الخليل بن أحمد:
الناس أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه
ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه
ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
وقال أيضاً:
الناس أربعة فكلم ثلاثة ولا تكلم واحداً
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه
ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه
ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه
ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه.
قال جعفر بن محمد:
الرجال أربعة:
رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه
ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه
ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه
ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
الناس ثلاثة أصناف:
وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال:
الناس ثلاثة:
مجنون ونصف مجنون وعاقل
فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة
وأما العاقل فقد كفيت مؤنته.
عن الأعمش أنه قال:
معاتبة الأحمق نفخ في بليسة.
كل صديق لا عقل له عدو:
عن عبد الله بن داود الحربي أنه قال:
كل صديق ليس له عقل فهو أشد عليك من عدوك.
عن بشر بن الحارث أنه قال: النظر إلى الأحمق سخنة عين.
وسمعته يقول: يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى.
وعنه أنه قال: الأحمق سخنة عين غاب أو حضر.
لا تجالس الأحمق:
عن شعبة أنه قال:
عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل
فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.
قال بعض الحكماء:
مؤنة العاقل على نفسه ومؤنة الأحمق على الناس ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
كيف يعامل الأحمق:
قال حكيم آخر:
ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله قيل له كيف قال
: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
وأنشدوا: المديد:
إتق الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانباً خرقته الريح وهناً فانخرق كحمار السوق إن أقضمته رمح الناس
وإن جاع نهق
أو غلام السوء إن أسغبته سرق الناس
وإن يشبع فسق وإذا عاتبته كي يرعوي أفسد المجلس منه بالخرق
.......................
.
ذكر أخبار من ضرب المثل بحمقه وتغفيله
عجل بن لجيم الأحمق:
ومنهم عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
من حمقه أنه قيل له: ما سميت فرسك فقام إليه ففقأ إحدى عينيه وقال: سميته الأعور.
..........
عن محمد بن العلاء الكاتب أنه قال:
قال حمزة بن بيض لغلام له:
أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة
ففكر الغلام ساعة
ثم قال: يوم الثلاثاء.
..............
جحا الأحمق:
ومنهم جحا
ويكنى أبا الغصن وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء إلا أن الغالب عليه
التغفيل وقد قيل:
إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات
والله أعلم.
عن مكي بن إبراهيم أنه يقول:
رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه
وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه.
من حماقات جحا:
وعن أبي بكر الكلبي أنه قال:
خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة إذا أنا بشيخ جالس في الشمس فقلت:
يا شيخ أين منزل الحكم فقال لي:
وراءك فرجعت إلى خلفي فقال: يا سبحان الله!
أقول لك وراءك وترجل إلى خلفك.
أخبرني عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى:
" وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينةٍ غصباً "
قال: بين أيديهم فقلت:
أبو من قال: أبو الغصن فقلت:
الإسم قال: جحا.
..................
مات جار له فأرسل إلى الحفار ليحفر ل
فجرى بينهما لجاج في أجرة الحفر
فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين
وجاء بها فسئل عنها فقال:
إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم
وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها
ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير.
.................................
هبت يوماً ريحٌ شديدةٌ فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون
فصاح جحا:
يا قوم لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن.
........................
وجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً فاشتراه وجلس في الطريق
فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه
وحمل باقيه إلى أبيه فقال:
ويحك ما هذا فقال: هو الرأس الذي طلبته.
قال: فأين عيناه قال: كان أعمى.
قال: فأين أذناه قال: كان أصم.
قال: فأين لسانه قال: كان أخرس.
قال: فأين دماغه قال: فكان أقرع قال: ويحك رده وخذ بدله.
قال: باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب.
..........................
حكي: أن جحا دفن دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها.
...........................
قال له رجل:
أتحسن الحساب بإصبعك قال:
نعم قال: خذ جريبين حنطة فعقد الخنصر والبنصر فقال له:
خذ جريبين شعيراً فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى
فقال الرجل لم أقمت الوسطى قال:
لئلا يختلط الحنطة بالشعير.
.......................
أزهر الأحمق:
ومنهم أزهر كان جالساً بين يدي الأمير عمرو بن الليث
يوماً يأكل بطيخاً فقال له عمرو:
كيف طعمه يا أزهر أحلو هو
قال: ما أكلت الخرا قط
وقدم على الأمير عمرو رسول من عند السلطان فأحضر مائدته
فقال لأزهر: جملنا بسكوتك اليوم
فسكت طويلاً ثم لم يصبر فقال:
بنيت في القرية برجاً ارتفاعه ألف خطوة
فأومأ إليه حاجبه أن أسكت فقال له الرسول:
في عرض كم
قال: في عرض خطوة
فقال له الرسول:
ما كان ارتفاعه ألف خطوة لا يكفي عرضه خطوة!
قال: أردت أن أزيد فيه فمنعني هذا الواقف.
........................