بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله
اسم الفتوى : استعانة المسلم بالجن
اسم المفتي: فضيلة الشيخ وحيـد عبدالسلام بالـي
السؤال كامل : هناك من الجن ما يريد خدمة اخاه المسلم من باب من استطاع منكم ان ينفع اخاه المسلم فهل هذا جائز ام لا علما بان الاتصال بالجنى هذا عن طريق قراءة آية محددة ليحضر
لا يجوز أن يستعين بالجن فالاستعانة بالجن محرمة لقوله تعالى :" وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ً" ،والاستعانة بالجن محرمة لأمور :
الأمر الأول :: أن الجن قد يكذب ويقول بأنه مسلم ويكون في الحقيقة كافرا ، كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله :" والجن فيهم كذبٌ كثير " .
الأمر الثاني :: أن الجنيّ الذي تستعين به قد يُخبرك أنه عنده مسٌ وأن ذاك عنده سحر وأن ذاك عنده عينٌ او مرضٌ طبيّ ، وأنتَ تعتمد على هذه الأخبار وهذه الأخبار لا يُوثق بها ، لقوله تعالى :" يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا "
- وهذا الجني حينما مسّ إنسياً صار فاسقاً ؛لأنه يحرُم على الجني ّ أن يدخل بدن الانسي .
الأمر الثالث :: انك حينما تقرأ القرآن لكي يحضر أو تقرأ كلمات لكي يحضُر حتى لو كانت هذه الكلمات ذكرا فإن هذا الجني يحضر ويدخل في بدن هذا المريض فقد سمِحت له وأذنت له أن يدخل بدن إنسيّ ،و هذا محرم واقرار على منكر .
الأمر الرابع :: أنه لا يجوز؛ لأنه لا ينبغي لمسلم من بني آدم أن يعتمد على الجن وأن يستخدمهم وأن يطلب منهم شيئاً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلتقي بالجن و يُعلمهم القرآن ويعرض عليهم الاسلام وبرغم من ذلك لم يطلب منهم شيئا ،فلم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أن يقاتلوا معهم في المعارك ، ولم يطلب النبي منهم أن يذهبوا إلى الكفار ليأتوا بأخبارهم برغم أنه كان يكلمهم ويدعوهم إلى الإسلام ، وكان منهم مسلمون يتمنون خدمة النبي عليه الصلاة والسلام ،فبما أنه لم يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام دلّ ذلك على انه لا يجوز ، فنقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الترك كما نقتدي به في الفعل .
خامسا :: وهذه مسألة خطيرة قلّ من يلحظها ، الجنيّ الذي يساعدك يستهزأ بك أخي الكريم ؛ لأن الجني يقول في نفسه لو كان هذا المُعَالِج يعتقد في القرآن اعتقادا كاملا ما استعان بنا واستكفى بالقرآن ، فبما أنه لم يكتفِ بالقرآن واستعان بالجن فهذا دليلٌ على أنه لم يكتفِ بالقرآن وليس عنده يقينٌ كاملٌ في القرآن ، وكثيراً ما كنا نعالج قبل أن نتوقف عن العلاج بالقرآن قبل عشرين سنة ، كان الجنيّ يُسلم ويُعلِن اسلامه ثم يقول قبل أن أخرج ، ما رأيكم نحن نريد أن نتعاون على البر والتقوى أنت تقول في أُذن المريض كلمة واحدة :"قل بسم الله أو قل لا إله إلا الله أو كلمة نتفق عليها " فسوف أدخل وأخرِج الجنيّ في لحظات ولا تُتُعب نفسك ولا تقرأ القرآن ولا شيء ،فكان ردنا المعتاد الدائم :" جزاك الله خيراً ونشكرك على ذلك وعندنا القرآن كافٍ شافٍ بفضل الله تبارك وتعالى لكن المطلوب منك أن تخرج " .
الأمر السادس :: وهو أمر مهم أيضاً قلّ من يلحظه وهو ، لو وجدنا مثلا ًمجموعة من المعالجين الذين يدّعون انهم يُعالجون بالقرآن ثم كل واحدٍ منهم يتعامل مع جنيّ مسلم يساعده وأنت تريد أن تعالج ولدك تقول أريد أن أذهب إلى المعالج الفلاني يقولون لا هذا معه جني صغير إذهب إلى المعالج الآخر فإن معه جنيٌ كبير يُخرجه في لحظة ، أرأيتم ياإخواني كيف اتجهت قلوب الناس إلى الجن لا إلى القرآن وهذا مدخل من مداخل الشرك ولذلك نقول لا يجوز للإنسان أن يستعين بالجن حتى لو إدعى الجني أنه مسلم
منقول