أبو مصعب نائب رئيس مجلس الادارة
الجنس : عدد المساهمات : 275 نقاط : 6543 تاريخ التسجيل : 24/09/2010 العمل/ الدراسه : حجام المزاج : كويس
| موضوع: كثر من مائة فائدة من أدعية الاستفتاح في الصلاة......... السبت سبتمبر 25, 2010 5:30 am | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فقد تعددت صيغ أدعية الاستفتاح للصلاة الثابتة عن النبي ولا شك بأن هذا التعدد له مميزاته وفيه أسراره الإيمانية أحببت أن أذكر بعض الفوائد التربوية وغيرها من أدعية الاستفتاح طالبا من ربي المدد والإعانة والفتح وألا يحرمني بذنوبي:
الدعاء الأول:
" اللهم بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بين الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللهم نَقِّنِي من الْخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ منالدَّنَسِ
اللهم اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ".
وفيه من الفوائد التربوية وغيرها ما يلي:
الفائدة الأولى:
مناسبة دعاء الاستفتاح في أول الصلاة وقبل القراءة ظاهرة جدا بل إنه لا يحسن به إلا هذا الموضع، فهو كالمقدمة بين يدي الملوك لأن الفاتحة مناجاة ومخاطبة بين العبد وربه وأي مناجاة ومحادثة من الأليق أن يتقدمها جمل ليست بالطويلة المملة فيضيع معها مقصود المناجاة، وليست بالقصيرة التي لا تغني فكان موقعه أنسب المواقع والحاجة له داعية.
الفائدة الثانية:
من تأمل ألفاظ الحديث وجد أن النبي يطلب ربه المباعدة بينه وبين ذنوبه وأن ينقيه من الخطايا، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وبهذا رفع الله رسله وأنبياءه حيث أنهم يجتهدون في الأعمال لمعرفتهم بعظمة من يعبدونه فأمتهم أحرى بذلك.
الفائدة الثالثة:
فيه الاعتراف بالذنوب والخطايا فمن تأمل الحديث وجد تكرار " خطاياي " ثلاث مرات وهذا له أثره على طرد العجب، ومعرفة قدر النفس وشدة الارتباط بالله، وذلك أكثر مناسبة للوقوف بين يدي الله
والتقديم بين مناجاته، حيث يعترف العبد بذنوبه وخطاياه ويطلب من ربه أن يباعد بينه وبينها بحيث لا تحول بينه وبين ربه.
الفائدة الرابعة:
في الحديث ثلاث مراتب للمؤمن مع خطاياه وكلها لها اعتبارات مختلفة، وهي:
المرتبة الأولى:
" باعد بيني وبين خطاياي " وهي مرتبة المباعدة وهذه الحالة تصدق على المؤمن قبل مواقعة الذنب فإنه يسأل ربه أن يباعد بينه وبين خطاياه أمدا بعيدا فإن هذا أدعى للسلامة من الوقوع فيها. المرتبة الثانية:
" اللهم نقني من خطاياي " وهي مرتبة التنقية والمراد والله أعلم محو الذنوب وإزالتها وهذه المرتبة تتناول الذنوب التي واقعها فيطلب من ربه أن يمحوها ويزيلها عنه ويغفرها له. المرتبة الثالثة:
" اللهم اغسلني من خطاياي " وهي مرتبة الغسل والمراد والله أعلم إزالة أثر الذنب بعد فعله وتصدق هذه الجملة على من تلبس بالذنب وواقعه ثم تاب لربه فإنه يسأل ربه أن يزيل أثر الذنب عنه فإن للذنوب أثرا غير كتابتها فكم من نظرة أورثت ندامة وأزالت علما مع أنها قد تغفر لصاحبها وذلك والله أعلم حتى لا يستوي من وقع بالذنب مع من لم يقع فيه.
فشملت هذه الجمل الثلاث " باعد – نقني – اغسلني " مراتب المؤمن أمام الذنوب، والله أعلم بأسراره شرعه.
الفائدة الخامسة:
وهناك رأي آخر في المراتب الثلاث قاله الكرماني رحمه الله: " يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاث إشارة إلى الأزمنة الثلاثة فالمباعدة للمستقبل، والتنقية للحال، والغسل للماضي ".
الفائدة السادسة:
في قوله " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب " المراد بها الذنوب التي لم يمارسها وعلى هذا يأتي سؤال: لماذا طلب المباعدة دون غيرها ؟
والذي يظهر والله أعلم لأن الله كتب على ابن آدم حظه من الذنوب
مدرك ذلك لا محالة،فلا نجاة للعبد منها أبدا فاقتصر في الدعاء على المباعدة وهي تدل على التأخير وهذا أنسب لأنه أبطأ أثرا.
الفائدة السابعة:
في تكرار لفظ " بين " في قوله: " بيني وبين خطاياي " دليل على شدة طلب العبد ربه أن يباعد بينه وبين ذنوبه
أبعد مما بين المشرق والمغرب ولهذا لم يتكرر لفظ " بين " في قوله "بين المشرق والمغرب " وهذا الشعور في شدة الطلب بالمباعدة له أثره
على معرفة العبد لأثر الذنوب والوقوع فيها.
الفائدة الثامنة:
في قوله " باعد بيني وبين خطاياي " دليل على أن الدنو من المعاصي
والقرب من الذنوب وأماكنها أحد الأسباب التي تجعل العبد يقع فيها فمن هنا طلب العبد من ربه أن يباعد بينه وبين الخطايا
حتى لا يجد سبيل يوصله إليها.
الفائدة التاسعة:
قوله: " باعد بيني وبين خطاياي" المباعدة تشمل:
أ ـ
طلب مباعدة الأثر: والمراد المباعدة من تأثيراتها وعقوباتها الدنيوية والأخروية، فإن للذنوب أثرا في الدنيا والآخرة فيطلب المؤمن من ربه أن يباعد بينه وبين أثارها الدنيوية والأخروية.
ب ـ
وتشمل المباعدة المكانية: فيسأل ربه أن يباعد بينه
وبين ذنوبه من حيث المكان فلا يكون قريبا من مواقع المعاصي ومواطنها
لأن ذلك يسهل الوقوع فيها.
ج ـ المباعدة الزمانية: فيسأل ربه أن يباعد بينه
وبين زمن الوقوع في الخطايا، فإن المؤمن يكون في عافية حتى يقع في شيء من الذنوب وهذا كالنتيجة للمباعدة الأولى.
الفائدة العاشرة:
المؤمن هو الحريص على إبعاد نفسه عن الذنوب فلذلك بدأ في طلب المباعدة بنفسه فقال:
" باعد بيني " فبدأ بنفسه إشعارا منه لربه بأنه هو الحريص على الهروب
من الذنوب وهذا في مقام الاستفتاح مناسب جدا فإن العبد بين يدي ربه يريد أن يظهر لربه وهو
– وهو سبحانه أعلم به – أنه حريص كل الحرص
على أن يقف بين يدي ربه هاربا بنفسه من الذنوب ومواقعها وهذا أنسب من لو قال: باعد بين خطاياي وبيني.
الفائدة الحادية عشرة:
قوله: " بين المشرق والمغرب " هذه أبعد مسافة بين نقطتين فكأن المراد باعد بيني وبين خطاياي بُعداً كثيرا كأبعد مكانين عن بعضهما
وهما المشرق عن المغرب فإن ما عداهما من الأمكنة وإن بَعُد لا يصل إلى بعدهما.
الفائدة الثانية عشرة:
قال: " باعد " ولم يقل: أبعد لأن صيغة " باعد " تقتضي المبالغة في الإبعاد بخلاف الإبعاد فإنه يطلق على مجرد البعد دون الأبعد وهذا هو شعور المؤمن حين يقف أمام ربه يناجيه ويسأله
مستعدا لمخاطبته فإنه يسأل ربه أن يباعد بينه
وبين ذنوبه أبعد ما يمكن فاختار من الكلمات ما يناسب هذا الحال.
الفائدة الثالثة عشر:
نسب الذنوب لنفسه فقال: " خطاياي "
فالعبد هو الذي باشرها ولذلك نسبها لنفسه وفي هذا رد على القدرية. الفائدة الرابعة عشر:
دل الدعاء على أن الخطايا والذنوب تؤثر على مناجاة العبد لربه فكلما سلم العبد منها، وتطهر من آثارها كلما كانت المناجاة أتم فلما كان المصلي بحاجة لتمام المناجاة والذنوب تؤثر عليها صار العبد يطلب من ربه المباعدة بينه وبين خطاياه.
وعلى هذا من أراد التلذذ بمناجاة الله فليطهر نفسه من الذنوب
فإن لها أثرا في المنع.
الفائدة الخامسة عشر:
في دعاء الاستفتاح يُظهِر العبد لربه تمام ذله بين يديه وأن الله هو مالك الأمر، وبيده كل شيء، وأن العبد ضعيف مذنب وهذا من مقاصد العبادة، ولهذا يقول المستفتح: " اللهم باعد بيني وبين خطاياي " ويقول: " اللهم نقني من خطاياي " وهكذا.
الفائدة السادسة عشر:
في قوله: " نقني من خطاياي " اعتراف بالذنب وأن العبد قد قارف الذنوب والمعاصي
الفائدة السابعة عشر:
في طلب العبد من ربه المباعدة والتنقية والغسل دليل على أن العبد ليس له ملجأ إلا لربه، فالعبد على هذا محتاج لله قبل الذنب بأن يباعد الله بينه وبين ذنبه ومحتاج لربه بعد الذنب بأن ينقيه منه ومن أثره وهذا تفسير لقوله في الحديث الآخر:
" ? لا ملجأ ولا منجا إلا إليك ?.
الفائدة الثامنة عشر:
شبه النفس بالثوب في قوله: " كما ينقى الثوب " وهذا له ما يشابهه في قوله تعالى:
وثيابك فطهر فقد فسرها جماعة من المفسرين بأن المراد بالثياب: النفس، والحديث يشهد لهذا التفسير.
الفائدة التاسعة عشر:
شبه الذنوب بالدنس، والدنس هو التلطخ بقبيح ولا أقبح من الذنوب، والوقوع فيها تلطخ بها.
الفائدة العشرون:
صيغة " نقني " أبلغ في طلب التنقية من " أنقني "
ولهذا أتى بالصيغة التي تدل على زيادة في طلب التنقية وهي أليق بمقام التذلل لله سبحانه وتعالى فإنها تشعر أن العبد ملئ بالخطايا والذنوب فهو محتاج إلى المبالغة في تنقيتها فكلما ازدادت الأوساخ زادت الحاجة إلى زيادة التنقية.
الفائدة الحادية والعشرون:
ذكر الثوب الأبيض دون غيره من الألوان لأنه أظهر من غيره من الألوان.
الفائدة الثانية والعشرون:
وكذلك قوله: " الثوب الأبيض " إشعار منه إلى أن هذا هو الأصل فالأصل أن نفس المؤمن تكون صافية ناصعة البياض سليمة مما يدنسها فإن تلطخت بالذنوب فإن المؤمن مطالب
بأن يرجع إلى ما كان عليه من الأصل وهو البياض.
الفائدة الثالثة والعشرون:
وكذلك قوله: " الأبيض " إشعار منه إلى أن نفس المؤمن تتأثر بأدنى ذنب كما يتأثر الثوب الأبيض – دون غيره من الألوان - بأدنى دنس وعلى هذا فإن المؤمن عليه أن يحذر من الذنوب دقيقها وجليلها وعلى هذا كان نهج الصحابة ش كما قالت عائشة ك: " إنكم تعملون أشياء كنا نعدها زمن النبي > من الكبائر ".
الفائدة الرابعة والعشرون:
سبب تخصيص الغسل بالماء والثلج والبرد مع كون الماء الحار
أبلغ في التنظيف؛ لأن " الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار ويوقدها ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه والماء يغسل الخبث ويطفئ النار، فإن كان باردا أورث الجسم صلابة وقوة فإن كان معه ثلج وبَرَد كان أقوى في التبريد وصلابة الجسم وشدته فكان أذهب لأثر الخطايا ".
" وقال الكرماني: جعل الخطايا بمنزلة نار جهنم لأنها مستوجبة لها
بحسب وعد الشارع، فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل تأكيدا في الإطفاء وبالغ فيه باستعمال المبردات ترقيا عن الماء إلى أبرد منه وهو الثلج ثم إلى أبرد من الثلج وهو البرد بدليل جموده لأن ما هو أبرد فهو أجمد ".
الفائدة الخامسة والعشرون:
في قوله: " كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس " وقوله: " اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " تشبيه للأمر المعنوي بالأمر الحسي وهذا له أثره على التفكر بالدعاء ومعرفة معانيه ومقاصده فإن المؤمن إذا دعا بطلب التنقية من الذنوب
وذكر تنقية الثوب الأبيض من الدنس كان عارفا بمعناها مستظهرا لمدلولها، ومثله إذا دعا ربه
أن يغسله من ذنوبه بالماء والثلج والبرد أيضا.
وكلما كان الإنسان متفكرا بمعنى دعائه مدركا له، كان ذلك أدعى للإجابة. الفائدة السادسة والعشرون:
في قوله: " بالماء والثلج والبرد " طلب المبالغة في التطهير وهكذا المؤمن يسأل ربه أن يطهره ويغفر له وينقيه ويكرر العبارات، ويعيد الجمل مع اتحاد المدلول وذلك مبالغة منه في طلب التطهير.
*************************************** الدعاء الثاني:
(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وما أنا من الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لَا شَرِيكَ له وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأنا من الْمُسْلِمِينَ اللهم أنت الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إلا أنت أنت رَبِّي وأنا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جميعا
إنه لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أنت وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إلا أنت وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلا أنت لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ وَالشَّرُّ ليس إِلَيْكَ أنا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ) وفيه فوائد:
الفائدة السابعة والعشرون:
ذكر الوجه دون غيره من الأعضاء لأنه أشرفها ففيه دلالة على التعبير عن الكل بالجزء، وتسمية الشيء ببعضه فقد عبر عن الجسم بالوجه. **********************
الفائدة الثامنة والعشرون:
لم يذكر القلب – في الحديث - مع أنه أهم في توجهه ولعل السبب لأن المؤمن مطالب بأفعال الظواهر لأن عليها الثواب والعقاب أما البواطن فأمرها إلى الله فعلق الأمر على أمر ظاهر يمكن مشاهدته. *************************
الفائدة التاسعة والعشرون:
ذكره الوجه دليل على ارتباط الظاهر بالباطن والقلب بالجوارح كما هو مذهب أهل السنة والجماعة
في العلاقة بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح.
فتوجه قلب المصلي لله أثر على توجه جوارحه ومنها الوجه ثم يبقى بعد ذلك مقدار هذا التوجه مبني على مقدار توجه القلب لربه فكلما زاد توجه القلب لربه زاد توجه الجوارح فخشع البصر فلم يتعد موضع سجود، وسكنت جوارحه فلم تطيش وأما إذا ضعف توجه القلب لله ضعف أيضا توجه الجوارح فأصبح البصر يلتفت وهذا اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة المرء والجوارح تعبث وقد يصل الأمر إلى أضعف من هذا. *********************************************
الفائدة الثلاثون:
قوله: " وجهت وجهي للذي فطر السموات " دليل على تلازم توحيد الربوبية مع الألوهية فمن عرف أن الله هو فاطر السموات والأرض
قاده ذلك إلى التوجه له بالعبادة. ............................................
الفائدة الحادية والثلاثون:
قوله: " فطر السموات والأرض ". فيه حث على التفكر في مخلوقات الله وآلائه وأن التفكر فيها يهدي للتوجه لربها وفاطرها ومبدعها سبحانه وتعالى.
فكم يمر الإنسان بجبال وأنهار ؟
وكم نغفل عن الليل والنهار والشمس والقمر ؟ وصدق الله وفي أنفسكم أفلا تبصرون. ................................
الفائدة الثانية والثلاثون:
فيه دليل على أن قراءة جزء من الآية في الدعاء أو غيره لا يعتبر قرآناً لأن قوله:
" فطر السموات والأرض وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " هذه جزء من آية فلو كانت قرآنا لكان المستفتح بهذا الدعاء مخالفا للسنة
حيث قرأ قرآنا قبل الفاتحة فصح القول بجواز قول الدعاء والذكر ولو تضمن جزء من آية وعلى هذا لو قرأ في ركوعه تسبيحا فيه جزء من آية لم يكن داخلا في النهي عن قراءة القرآن وهو راكع. ***************
الفائدة الثالثة والثلاثون:
فيه التوكيد على الاعتراف بالتوحيد لله سبحانه وقد تكرر الاعتراف له في هذا الدعاء أكثر من مرة: فقوله: " وجهت وجهي "، وقوله: " حنيفا " وقوله: " مسلما "، وقوله: " وما أنا من المشركين ". كلها عبارات تدل على التوحيد وتعطينا الأهمية التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن في ذكره لتوحيده وهذا التكرار والاعتراف يناسب دعاء الاستفتاح جدا فإن المصلي يريد أن يناجي ربه ولهذا يذكر له توحيده له ويكرر هذا الأمر فإنه لن يجد أمرا يذكره
في هذا المقام أفضل من ذكره للتوحيد. ******************************************
الفائدة الرابعة والثلاثون:
ما تقرب متقرب لله سبحانه وتعالى أفضل من أن يوحده ويبرأ من الشرك به. ***********************
الفائدة الخامسة والثلاثون:
بين هذا الدعاء أن الإنسان لا يخلو من حالتين فقط:
حنيف موحد أو مشرك، لأنه قال: " حنيفا وما أنا من المشركين " ولو كان هناك خيار ثالث لذكره، لأن المقام مقام إثبات ونفي فيقتضي الحصر، فعلى الإنسان أن يفتش عن نفسه ويجدد إيمانه بالله سبحانه وتعالى. ***************************
الفائدة السادسة والثلاثون:
الملاحظ أن الصيغة في أول الحديث صيغة إفراد، ثم قال:
" وما أنا من المشركين " وهي صيغة جمع، ولعل ذلك – والله أعلم – ليبين أن المؤمن لا يغتر بكثرة الهالكين، فكأن لسان حال المؤمن الموحد: أني وجهت وجهي موحدا لك، ولست من أولئك الذين أشركوا بك فلم أغتر بهم وبعددهم لأنهم على ضلالة. *******************************
الفائدة السابعة والثلاثون:
في قوله: " صلاتي ونسكي " ذكر أهم عبادتين وهما:
الصلاة والذبح لأنهما يتضمنان كثيرا من العبادات الأخرى فالصلاة تتضمن الذكر وقراءة القرآن والدعاء والخشوع والإخلاص وغيرها والذبح يتضمن التسليم والانقياد والتعظيم والبذل المادي وغيرها وكثيرا ما تقترن الصلاة بالذبح كما في قوله: " فصل لربك وانحر ".
الفائدة الثامنة والثلاثون:
قوله: " ومحياي ومماتي " يشمل ما يلي:
أ ـ
حال الحياة وحال الموت، والمعنى على هذا: أن حياتي كلها، وموتي لله رب العالمين أحيا على التوحيد وأموت عليه وهو هنا يشمل الحياة على التوحيد والثبات عليه.
ب ـ
حال الحياة وما بعد الموت، والمعنى على هذا:
أن حياتي كلها لله أطيعه فيها، وأعمل الصالحات و ما بعد الموت أيضا لله من الحشر والصراط وغيره إلا أن ما بعد الموت على هذا التفسير لا يستقيم مع قوله " لله رب العالمين " فإن الآخرة در جزاء.
ج ـ أن حال الحياة وحال الموت بيد الله، الله متصرف فيها كما يشاء وهذا وإن كان صحيحا من حيث المعنى إلا أنه ناقص المعنى
فإن الله متصرف بكل شيء بقوته وقهره سبحانه وتعالى.
ولا شك بأن المعنى الصحيح من هذا الأمور هو أكملها
وأوسعها وهو الاحتمال الأول، لأنه يشمل حال الحياة وحال الممات فكان لسان حال المؤمن:
أن حياتي كلها بجميع أعمالها أصرفها لله وحده فأعبده فيها موحدا له لا أشرك معه غيره وأستمر على هذا التوحيد إلى حال مماتي فاثبت عليه أيضا موحدا بالله غير مشرك. **********************
الفائدة التاسعة والثلاثون:
دل قوله: " وبذلك أمرت " أن المؤمن يستسلم لأمر الله وأنه لا خيار له في عبادته لربه، وإنما هو طاعة لأمره وتنفيذا لحكمه سبحانه، فإن قصر في ذلك فقد قصر في واجب
من الواجبات التي شرعها الله له. ...........................................
الفائدة الأربعون:
في قوله: " وأنا من المسلمين " روايتان:
" وأنا من المسلمين " و " وأنا أول المسلمين " وكل واحدة لها معنى:
فرواية مسلم: " وأنا من المسلمين " أي أصرف صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله وحده لا شريك له وأنا بذلك من المسلمين المأمورين بذلك.
والرواية الأخرى: " وأنا أول المسلمين " أي:
أنا أمرت بأن أصرف صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله وسأكون أول المسلمين الممتثلين بذلك وعلى هذا فيها دلالة على المسارعة في فعل الخيرات وامتثال الأوامر.
| |
|
أبو مصعب نائب رئيس مجلس الادارة
الجنس : عدد المساهمات : 275 نقاط : 6543 تاريخ التسجيل : 24/09/2010 العمل/ الدراسه : حجام المزاج : كويس
| موضوع: رد: كثر من مائة فائدة من أدعية الاستفتاح في الصلاة......... السبت سبتمبر 25, 2010 5:32 am | |
| الجزءالثانى من أكثر من مائة فائدة من أدعية الاستفتاح في الصلاة......... وهى من الفائده الواحد والاربعون الى الفائده المائه
الفائدة الحادية والأربعون:
المستفتح بهذا الدعاء تلكم عن نفسه أولا بما مضى بيانه
" وجهت وجهي..." ثم توجه بخطابه إلى ربه بأنه الملك
" اللهم أنت الملك... ".
وهذا أحسن ما يكون من ترتيب الخطاب أن يبدأ الفقير ببيان حاله
وأنه قاصد الملك لا يقصد غيره أبدا ثم يثني على الملك بما هو أهله، فإن ذلك يقع من الملك الموقع الحسن ولهذا بعد أن بيّن المصلي حاله وأنه توجه لربه لا شريك له وأنه لم يتجه لغيره بدأ بالثناء المباشر على ربه بأنه الملك لا إله غيره، فقال:
" اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ".
الفائدة الثانية والأربعون:
اسم الله الملك يناسب مقام الاستفتاح دون غيره من الأسماء الحسنى لأن المقام مقام مناجاة ومخاطبة وتذلل واسم الملك أليق بذلك، ولهذا بدأ به المصلي في قوله في هذا الدعاء " اللهم أنت الملك ".
الفائدة الثالثة والأربعون:
هذا الدعاء كله ثناء على الله ومن ذلك:
" الذي فطر السموات والأرض " و " لله رب العالمين " و " اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت " و " أنت ربي "
و " إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " و " لا يهدي لأحسنها إلا أنت "
و " لا يصرف عني سيئها إلا أنت " و
" والخير كله في يديك، والشر ليس إليك " و
" لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت ربنا وتعاليت ". ومقام الاستفتاح يناسب أن يكثر المصلي من الثناء على الله فإن الثناء بوابة الملوك والله ملك الملوك ولا يليق المدح إلا له سبحانه وتعالى.
الفائدة الرابعة والأربعون:
هذا الدعاء يُظهر فقر العبد لربه، ومن ذلك:
" وبذلك أمرت " و " وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي " و " أنا بك وإليك ". ومقام الاستفتاح يناسب أن يظهر العبد فقره لربه وذله له فإنه أرجى لرحمة ربه.
الفائدة الخامسة والأربعون:
في قوله: " أنت ربي وأنا عبدك " تمام منزلة العبودية لله والمسكنة له، فإن المصلي يعترف بربوبية الله
التي تعنى أنه قائم بشئون عبده وحاجاته كما هي دلالة معنى " رب "
في اللغة، وبالمقابل العبد يعترف بأنه عبد لهذا الرب ومن صفات العبد أنه لا يملك شيئا ولا يتصرف بشيء إلا فيما يرضي سيده فأي فقر يظهره العبد لربه أشد من قوله " أنت ربي وأنا عبدك ".
الفائدة السادسة والأربعون:
كما أن قوله: " أنت ربي " يشعر بالتودد لله ويتضمن معنى طلب الرحمة، فإن الرب يرحم مربوبه والمصلي بحاجة لرحمة الله وهو قائم يناجي ربه.
الفائدة السابعة والأربعون:
في قوله: " ظلمت نفسي "
دليل على أن ما يرتكبه العبد من خطأ وذنب هو ظلم لنفسه في المقام الأول.
الفائدة الثامنة والأربعون:
كما يشعر أيضا قوله: " ظلمت نفسي " بأن العبد هو المتضرر الوحيد في حال ارتكابه الذنب، وأن ضرر ذنبه سيعود على نفسه، فكأن لسان حال العبد: يا رب ما فعلته من ذنوب لا يعود ضرره عليك لكمالك، وإنما أنا المتضرر به، وقد اعترفت بظلمي لنفسي.
الفائدة التاسعة والأربعون:
يدل قوله: " ظلمت نفسي واعترفت بذنبي " أن العدل مع النفس هو بإقامتها على شرع الله وقهرها عليه.
الفائدة الخمسون:
في ترتيب قوله: " ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا " ترتيب بديع حيث قسم الأمور إلى ثلاثة أشياء:
أولا: منزلة الاعتراف بالذنب وهي قوله: " واعترفت بذنبي ".
ثانيا: منزلة الطلب، وهي قوله:
" فاغفر لي ذنوبي جميعا ".
ثالثا: منزلة النتيجة، وهي قوله: " ظلمت نفسي ".
فكان الأصل أن يقدم قوله: " اعترفت بذنبي " لكنه بدأ بالنتيجة " ظلمت نفسي " إظهار لتمام الافتقار لله فكأنه قال: لم أستفد شيئا، فقد أذنب وها أنا اليوم أطلب منك المغفرة، وهذا بهذا المقام أليق فسبحان اللطيف الحكيم.
الفائدة الحادية والخمسون:
في قوله: " واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا " تحقيق لما جاء في الحديث الآخر القدسي:" علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب قد غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء ".
ولعمر الله إن الإنسان ليعمل الذنب وهو عالم به معترف بخطيئته، نادم على مخالفة ربه لهو أهون عند الله ممن يعمل الذنب متحايلا على شرع الله كما يحدث اليوم في بعض المعاملات المالية، وقضايا الأنكحة والله المستعان.
الفائدة الثانية والخمسون:
من تأمل الحديث وجد جميع رواياته - التي وقفت عليها – بلفظ
" واعترفت بذنبي " ثم لما طلب المغفرة قال: " واغفر لي ذنوبي " فنلاحظ أنه غاير بين اللفظين فأفرد أولاً ثم جمع ثانيا، فما السر في ذلك ؟ لعل من الأسرار – والله أعلم وأحكم –
أن المصلي المستفتح بهذا الدعاء يتكلم عن نفسه أولا
مبينا توحيده وتوجهه للذي فطر السموات والأرض ثم أثنى على ربه بما هو أهله، ثم تحدث عن نفسه وأنه عبد لله وقد ظلم نفسه وجاء معترفا بذنبه، فهو يبين حاله وأنه كالعبد الآبق الهارب من سيده الذي جاء عائدا لسيده معترفا بخطئه فناسب ذلك أن يقول: " واعترفت بذنبي ".
فلما انتقلت المناجاة إلى طلب بين يدي ربه ناسب أن يطلب من ربه مغفرة خطاياه جميعا فإن مقام الطلب يناسبه الجمع. ◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة الثالثة والخمسون:
في قوله: " إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " مع قوله: " فاغفر لي ذنوبي جميعا " تناسب واضح في الدعاء ونهايته وهذا يرجع إلى فقه العبد بدعائه، وتفكره وتدبره له. ◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة الرابعة والخمسون:
قوله: " إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " أليق بهذا المقام من قول: إنك أنت الغفار، وذلك لأن مقام المصلي في استفتاحه
مقام العائد إلى ربه، والعائد يناسبه أن يعترف بأنه لم يجد غير ربه فناسب أن يبدأ بالنفي " إنه لا يغفر".
ولذلك جميع ألفاظ الحديث بدأت بالنفي: " لا يغفر الذنوب إلا أنت " و " لا يهدي لأحسنها إلا أنت "
و " لا يصرف عني سيئها إلا أنت " و " لا منجا ولا ملجأ ". ◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة الخامسة والخمسون:
قوله: " واهدني لأحسن الأخلاق " يدل على أن الأخلاق فيها حسن وأحسن، وأنها مقامات والمؤمن الموفق من هداه الله لأعلى مقاماتها وهذا يجعل الإنسان يتجاوز التفكير بالانتصار للنفس من الغير
عدلا من دون ظلم إلى خُلُقٍ أحسن من ذلك وهو العفو والصفح وحياة النبي فيها الدلالة على التعامل بأحسن الأخلاق فمنه تستقى مادة أحسن الأخلاق. ◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة السادسة والخمسون:
في سؤال المصلي - المستفتح بهذا الدعاء - حسنُ الأخلاق لطيفة على التأكيد على موضوع الأخلاق وأن أهميتها وصلت إلى أن المصلي يسألها ربه قبل صلاته.
وهذا يرد على الذين ينظرون على الأخلاق وأنها من محاسن الأمور ومن نوافل الإيمان دون فرائضه فقد رفع هذا الحديث قدر الأخلاق
حتى جعلها مما يستفتح بها المصلي صلاته وأنها من الواجبات شرعا، فإن الدين كله يقوم على الأخلاق.
◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة السابعة والخمسون:
أظهر الحديث أن العبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وأن الأمر بيد الله، فالله هو الهادي لأحسن الأخلاق وهو الصارف لسيئها، وهو غافر الذنب وهذا شعور يجب أن يخالط العبد الداعي لربه لأن العبودية تقوم على ذلك. ◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة الثامنة والخمسون:
قول المصلي في دعاء الاستفتاح: " واهدني لأحسن الأخلاق
" دليل على ارتباط الصلاة بحسن الخلق، فمن حسنت صلاته وقام بحقوقها وأركانها وواجباتها، وخشع فيها كان له نصيب وافر من حسن الأخلاق كما أن الصلاة الكاملة تنهى عن الفحشاء والمنكر والتي هي في مقابل حسن الأخلاق فكذلك تأمر بحسن الأخلاق. ويمكن لنا أن نستنبط أن من وسائل حسن الأخلاق
المحافظة على الصلاة بسننها بما في ذلك دعاء الاستفتاح هذا. ◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة التاسعة والخمسون:
الملاحظ أن لفظ دعاء الاستفتاح:" واهدني لأحسن الأخلاق " ولم يقل بعد ذلك: واصرف عني أسوأ الأخلاق تماثلا في اللفظ بين " أحسن " و " أسوأ "، وإنما قال: " واصرف عني سيئها "
لأن المؤمن لا يريد أدنى المرتبتين في السوء بينما يسعى لأكمل المرتبتين في الكمال فكأن لسان حال المؤمن: اهدني لأكمل الأخلاق الحسنة واصرف عني أي خلق سيء ففي الأخلاق الحسنة يسعى لأكملها وأعلاها وأفضلها وفي الأخلاق السيئة يسعى لإزالتها كلها لا يفرق بين السيئ والأسوأ. ◄████▓▒░░ نور الايمان ░░▒▓████►
الفائدة الستون:
في قوله: " واهدني لأحسن الأخلاق " تربية للمؤمن على الهمة العالية والسعي في تكميل نفسه ولا يرضى بالمرتبة الدنيا مع وجود غيرها أعلى منها.
وكم أصبح الحصول على أدنى مراتب العلم الشرعي وبذل أقل جهد دعوي، عذرا في عدم المواصلة ولا يزول ذلك إلا بهمة عالية تجعل المؤمن يسعى للكمال دائما. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الحادية والستون:
في الحديث تربية للمسلم على الاستعاذة بالله من الأخلاق السئية. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الثانية والستون:
لم يكتف الحديث بسؤال الله حسن الأخلاق وإنما أضاف لها سؤال الله أن يصرف عنه سيئها مع أن المتبادر للذهن أنه إذا رزق أحسن الأخلاق
فقد صُرف عنه سيئها، لكن هذا يدل على أن الأخلاق مراتب وهي حسب تقسيم الحديث:
1ـ أحسن الأخلاق، وهي أعلى المراتب.
2ـ سيء الأخلاق، وهي أسوأ المراتب.
3ـ يكون فيه حسن أخلاق من جهة وسوء أخلاق من جهة أخرى.
ولهذا لم يكتف بسؤال الله حسن الأخلاق
حتى أضاف لها السلامة من سيء الأخلاق ليصل بذلك إلى أعلى المراتب وهي التي تجمع بين حسن الأخلاق مع السلامة من سيئها وهو هديه. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الثالثة والستون:
قوله: " لبيك " قيل في معناها أربعة أمور:
أحدها:
إجابتي لك يا رب، وإقامتي معك مأخوذ من: ألب بالمكان وألب به: إذا أقام به، ومعنى التثنية فيه أي: إجابة بعد إجابة، وإقامة بعد إقامة كما يقال: حنانيك، أي: رحمة بعد رحمة.
والثاني معناه: اتجاهي إليك وقصدي، من قولهم: داري تلب دارك أي تواجههما، والتثنية للتأكيد. والثالث:
محبتي لك من قول العرب: امرأة لبة: إذا ما كانت محبة لولدها.
والرابع: إخلاصي لك ".
والخامس:
أنه انقياد، من قولهم لببت الرجل إذا قبضت على تلابيبه ومنه لببته بردائه والمعنى انقدت لك. السادس:
أنه من قولهم داري تلب دارك أي تواجهها وتقابلها والمعنى مواجهتك بما تحب متوجه إليك السابع:
من قولهم فلان رخي اللبب، وفي لبٍ رخي أي: في حال واسعة منشرح الصدر، والمعنى: أني منشرح الصدر متسع القلب لقبول دعوتك.
الثامن:
من الألباب، وهو الاقتراب أي: اقترابا إليك بعد اقتراب كما يتقرب المحب من محبوبه. والمستفتح للصلاة المناجي ربه تشمله هذه المعاني كلها لأنه لا تناقض بينها فالمؤمن مقيم على إجابة ربه كلما دعاه منقاد له، وقصده واتجاهه لربه سبحانه لا لغيره حسا ومعنى ومحبته الكاملة لله أيضا فهو المحبوب لذاته وإخلاصه عبادته لربه لا يخالطه شرك ولا رياء وهو بذلك منشرح الصدر ومن استفتح صلاته بهذا الشعور فحري أن يستجاب له. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الرابعة والستون:
قوله: " وسعديك " أي مساعدة في طاعتك فهي تتضمن طلب المساعدة من الله على طاعته كما تتضمن السعد والسرور بذلك. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الخامسة والستون:
الجمع بين " لبيك وسعديك " يدل على:
أن المؤمن يستجيب لدعاء ربه ومع ذلك يطلب منه العون على عبادته فرجع أمر المؤمن كله لله بداية ونهاية. فالاستجابة لدعاء الله هو " لبيك " وطلب العون منه هو " سعديك ". █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة السادسة والستون:
دل قوله: " وسعديك " على أن المؤمن يعبد ربه بانشراح صدر مسرورا بذلك ولا يكون ذلك إلا بتحقيق ركني العبادة: الذل والمحبة.
وهما لا يجتمعان إلا لله فالله هو المعبود لذاته، المطاع محبة له وهذا كله من قول المستفتح بهذا الدعاء " وسعديك
" فهي كلمة تدل على السعد والانشراح والفرح بطاعة الله █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة السابعة والستون:
في قوله: " لبيك " في استفتاح الصلاة مناسبة لأن الله نادى المؤمن لحضور الصلاة عن طريق المؤذن والمؤمن يقول: " لبيك " فهي إجابة لنداء حقيقي. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الثامنة والستون:
الملاحظ أن قوله: " لبيك وسعديك " لم تأت في أول دعاء الاستفتاح
مع أن النظر يقتضي أن يكون موقعها أول الكلام وذلك لأن اللائق بحال العبد الذي يريد مناجاة الله
أن يبدأ الكلام بالثناء على الله، وبيان ضعفه وخطئه وذنبه. وحاله في ذلك حال العبد المتمرد على سيده وسيده يدعوه، فالأولى بحال هذا العبد إذا رجع لسيده
أن يبدأ بالثناء على سيده والاعتراف بخطئه
ثم يذكر أنه إنما رجع إجابة لنداء سيده وهذا أليق من كونه يبدأ خطابه بإجابة نداء سيده لأن الذنوب تدل على عدم تمام صدق العبد في تلك الإجابة. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة التاسعة والستون:
في قوله: " والخير كله في يديك
" تفاؤلا من المؤمن بما عند الله، وأن ما عند الله كله خير للعبد وتفاؤلا بقبول صلاته. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة السبعون:
قوله: " والخير كله في يديك " مناسب جدا لما قبله وهو قوله: " لبيك وسعديك " فكأن لسان حال المؤمن المستفتح بهذا الدعاء يقول: استجيب لك يا رب، فساعدني على طاعتك، فإن الخير كله في يديك ولا يأتي منك إلا الخير. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الحادية والسبعون:
في قوله: " والخير كله في يديك " أبلغ من قول: والخير في يديك كله، لأن المقام مقام ثناء على الله وصيغة الحديث أبلغ في تحقيق الثناء على الله بتقديم
" كل " لئلا يحول بين المؤكَد والمؤكِد شيء. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الثانية والسبعون:
في قوله: " والشر ليس إليك " لم يقل: كله كما قال في الخير " والخير كله في يديك " وذلك لأن الله لا ينسب له شر محض البتة مهما دق كما هو منهج أهل السنة والجماعة. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الثالثة والسبعون:
قوله: " والشر ليس إليك " يبين منهج أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر
وأن الله لا ينسب له شر البتة وهذا يعود أثره على إيمان الإنسان وثقته بربه.
فالمؤمن يعيش حياته واثقا بربه أنه لن يقدر عليه شر محض وكل أمر كان ظاهره شرا فإن عقيدة المؤمن
تجعله ينظر له بأن في باطنه من الخير ما لا يعلمه إلا مقدره سبحانه فإن الخير كله في يديه والشر ليس إليه. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الرابعة والسبعون:
قوله: " والشر ليس إليك " فيها أدب مع الله حتى في الألفاظ فلم يقل: والشر ليس في يديك، كما قال في الخير
" والخير كله في يديك " وذلك لأن ظاهر قول: ليس في يديك يدل على أنه خارج عن ملك الله والله سبحانه لا يخرج عن ملكه شيء، فكان الأولى أن يقال: ليس إليك، وهي أبلغ في أداء المقصود وهذا يجعل المؤمن يتحرى حتى في ألفاظه أنسب العبارات والجمل. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة الخامسة والسبعون:
قال في نفي الشر عن الله: " والشر ليس إليك " والقياس أن يقول: والشر ليس منك وقد عدل عن ذلك لأنها أكثر أدبا في حق الله ولأن المؤمن ينفي نسبة الشر لربه وهي نتيجة لأن الله لا يخلق شرا محضا، فذكر النتيجة ونفاها وهذا أبلغ، فإن نفي النتيجة نفي لمقدماتها. █▓▒░نور الايمان░▒▓█
الفائدة السادسة والسبعون:
قوله: " أنا بك وإليك " شملت حياة الإنسان وموته، وبيان ذلك:
أن قوله: " أنا بك " يشمل حال الحياة، فالإنسان في حال حياته مرتبط بربه، ولولا ربه لم يحيا ولا يستطيع فعل أي شيء.
وقوله: " وإليك " يشمل حال الموت، فمرجع الإنسان إلى ربه وعودته إليه.
فالمصلي المستفتح بهذا الدعاء أرجع أمر حياته وموته لربه سبحانه وهذا من عظيم منازل العبودية لله وهذا المعنى أوسع المعاني التي قيلت في هذه اللفظة. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة السابعة والسبعون:
قوله: " أنا بك " تدل على ضعف الإنسان وأنه لا يستطيع شيئا ولا يملك شيئا، وإنما قوامه بالله، فربط أمره بربه " أنا بك ". ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الثامنة والسبعون:
قوله: " أنا بك وإليك " يحتمل أيضا أن المراد حالات المؤمن مع الطاعة والمعصية، وبيان ذلك:
أنه في حال الطاعة لله ما كان ذلك إلا بالله وإعانته وهو المراد بقوله:" أنا بك ".
وفي حال المعصية المرجع والمآب لله وحده وهو المراد بقوله: " وإليك " والإنسان لا يخلو من حالة طاعة أو المعصية. فكأن لسان حال المؤمن أن يقول: يا رب في حال طاعتي لك فإن هذا لم يكن إلا بإعانتك لي وفي حال معصيتي لك فليس لي أحد أرجع إليه إلا أنت. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة التاسعة والسبعون:
في بعض الروايات: " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك " وهو تفسير لقوله في هذه الرواية: " أنا بك وإليك " ولقول: لا حول ولا قوة إلا بالله وبيان معناها في الفقرة القادمة. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الثمانون:
قوله: " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك " معناها لا مفر منك إلا بالرجوع إليك فأين المهرب وأنت تملك كل شيء ولا منجي من قدرك إلا إلى قدرك ولا من عذابك إلا إلى طاعتك. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الحادية والثمانون:
قوله: " لا منجا ولا ملجأ " ليشمل الهروب والاختفاء والإنسان لا يخلو من هاتين الحالتين، فرجع الأمر كله لله. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الثانية والثمانون:
قوله: " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك "
إغلاق لجميع الطرق إلا طريق واحد، وهو طريق الرجوع إلى الله فمن خلاله يدخل العاصي والطائع فالعاصي لا طريق للسلامة من عذاب الله إلا بالرجوع إلا الله والتوبة والطائع لا طريق لقبول طاعته إلا بالالتجاء إلى الله وسؤاله فرجع الخلق كلهم لله. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الثالثة والثمانون:
قال في الدعاء: " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك
" ولم يقل " إلا بك " وذلك ليتضمن معنى الرجوع إلى الله أما الاستعانة بالله فقد مضى الإشارة إليها بقوله "
أنا بك " فاقتضى السياق أن يكون هنا لفظ يشعر
بالرجوع فجاءت صيغة " إليك ". ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الرابعة والثمانون:
قوله: " تباركت ربنا " جاءت في آخر الدعاء وهذا المكان أليق بها من غيره لأن التبارك كثرة الخير فناسب
أن يختم بها صفات الثناء على الله لأن غيرها يدخل فيها ومخاطبة الملوك تقتضي هذا فإن المخلوق يثني عليهم ويمدحهم فإذا أراد أن يختم جاء بصفة مدح عامة
ليدخل ما لم يذكره من الصفات فيها والله ملك الملوك سبحانه وأحق بذلك. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الخامسة والثمانون:
قوله: " تباركت وتعاليت " يكثر الاقتران بين هاتين الكلمتين
" تبارك " و " تعالى " والمناسبة بينهما ظاهرة
لأن التبارك تعني السعة والعظمة والرفعة فناسب أن يأتي بلفظ يناسب الرفعة وهو " تعاليت ". فصاحب الخير الكثير في مكان عالٍ في قلوب الناس والله سبحانه وتعالى لا خير أكثر من خيره ولهذا تعالى حسا ومعنى فهو عالٍ على خلقه مستو على عرشه وعالٍ في قلوب عباده المؤمنين. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة السادسة والثمانون:
قوله: " أستغفرك وأتوب إليك " ناسب أن يختم بها حيث سبقها عبارات ثناء على الله فناسب أن يختم بطلب قبل صلاته فطلب المغفرة والتوبة وهي أعلى أماني المؤمن. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة السابعة والثمانون:
قوله: " أستغفرك وأتوب إليك " قرن بين الاستغفار والتوبة لينصرف الاستغفار إلى الذنوب التي فعلها وتنصرف التوبة إلى ما بعد حال الذنب فالعبد يسأل ربه أن يتوب عليه ويقبل رجوعه بعدما تلطخ بالذنب. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الثامنة والثمانون:
قدم الاستغفار على طلب التوبة لأن محو الذنب مقدم على ما بعده فالعبد في بداية الأمر يسعى لئن يغفر الله له ذنبه ثم يأتي بطلب آخر، فجاء ذلك على هذه الهيئة. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة التاسعة والثمانون:
كرر الاستغفار في هذا الدعاء في وسطه وآخره ليعطينا بذلك تصورا عن خطورة الذنوب وأنها تكون حاجبا بين العبد وربه في صلاته فلا تؤتي صلاته ثمرتها. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة التسعون:
في رواية لهذا الحديث: " واهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت " وهو دليل على أن الأخلاق تؤثر في الأعمال ولهذا قرن بينهما فإن المهدي في أخلاقه مهدي في أعماله فإن الأخلاق تشمل الأقوال والأفعال فإذا حسنت أخلاقه حسنت أعماله ولا بد. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الحادية والتسعون:
وبالمقابل أيضا " واصرف عني سيء الأخلاق والأعمال لا يصرف عني سيئها إلا أنت
" وهو أيضا دليل على تأثير الأخلاق السيئة على أعمال العبد فمن ساءت أخلاقه ساءت أعماله ولا بد.
۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩ ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩. ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الدعاء الثالث : " سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ ". وفيه فوائد :
الفائدة الثانية والتسعون : هذا الاستفتاح اختاره بعض أهل العلم على بقية الأنواع . لأجل أنه كله ثناء محض على الله
وكان عمر بن الخطاب ط يعلمه الناس
وهذا يعطينا مؤشرا على فهم الصحابة في تعليم الناس
وأن المعلم عليه أن يختار أفضل أنواع العلم لينشرها
فقد تضمن التسبيح والتحميد والبركة والعلو . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الثالثة والتسعون : بدأ هذا الحديث على خلاف الأدعية الأخرى
فالغالب أن الأدعية تبدأ بـ " اللهم " بينما هذا الحديث بدأ بـ " سبحانك اللهم " وذلك تقديما لتنزيه الله على أي كلام آخر
وهذا أليق بحال المصلي أن يبدأ بلفظ يشعر بالتنزيه أكثر من غيره . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الرابعة والتسعون : معمول التسبيح محذوف حيث قال :
" سبحانك " ولم يذكر عن ماذا ؟
وذلك ليشمل تنزيه العبد لربه كل النقائص وبدون ذكر أو تحديد
وهذا أبلغ في مقام التنزيه . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الخامسة والتسعون : جمع هذا الدعاء أحب الكلام وهي : سبحان الله
والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر
وقد ثبت أنهن أفضل الكلام
فاجتمع لهذا النوع من الاستفتاح ميزتان:
الأولى :
كونه مما يستفتح به في للصلاة .
الثانية : كونه أفضل الكلام . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة السادسة والتسعون : بُدء في هذا الحديث بالتسبيح والتنزيه قبل التحميد
لأن موضوع هذا النوع من الاستفتاح كله تقديس
وتمجيد لله فناسب أن يبدأ بالتنزيه . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة السابعة والتسعون : قوله : " سبحانك اللهم " أبلغ في تخصيص التنزية من قول : سبحان الله
وذلك لكاف الخطاب وهي تفيد الإغراق في تخصيص الخطاب
والصلاة مقام مخاطبة بين العبد وربه فناسب تخصيص الخطاب . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة الثامنة والتسعون : قوله : " اللهم " يدخل فيها جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى والمصلي يريد أن يخاطب ربه بأكبر قدر ممكن
من الأسماء الحسنى
فناسب " اللهم " لأن غيرها يدخل فيها . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة التاسعة والتسعون : قوله : " وبحمدك " أي : أبتدئ بحمدك . ۩۩۩۩۩۩۩نور الايمان۩۩۩۩۩۩۩
الفائدة المائة : قرن بين التسبيح والتحميد لأن التسبيح تنزيه
عن صفات النقائص جميعا
فاقتضى إثباتا لصفات الكمال كلها وهو ما يشعر به التحميد
وهذا دليل على أن النفي المحض لا يمدح الله به
كما هو قول الجهمية والمعطلة
بل الله سبحانه ينفي عن نفسه المقدسة صفات النقص
لإثبات صفات الكمال . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|