الرد على من قال بعدم التصدي لأهل البدع
منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع :
منهجهم في ذلك مبني على الكتاب والسنة
وهو المنهج المقنع حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها .
ويستدلون بالكتاب والسنة على وجوب التمسك بالسنن
والنهي عن البدع والمحدثات .
وقد ألفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك ،
وردوا في كتب العقائد على الشيعة والخوارج والجهمية والمعتزلة
والأشاعرة في مقالاتهم المبتدعة في أصول الإيمان والعقيدة
وألفوا كتباَ خاصة في ذلك ، كما ألف الإمام أحمد كتاب
" الرد على الجهمية " .
وألف غيره من الأئمة في ذلك كعثمان بن سعيد الدارمي
وكما في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم
والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم من الرد على تلك الفرق
وعلى القبورية والصوفية
وأما الكتب الخاصة في الرد على أهل البدع
فهي كثيرة منها على سبيل المثال من الكتب القديمة :
ا - كتاب " الاعتصام " للإمام الشاطبي .
2 - كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم
" لشيخ الإسلام ابن تيمية فقد استغرق الرد على المبتدعة جزءا كبيرا منه .
3 - كتاب إنكار الحوادث والبدع " لابن وضاح .
4 - كتاب " الحوادث والبدع " للطرطوشي .
5 - كتاب " الباعث على إنكار البدع والحوادث " لأبي شامة .
ولا يزال العلماء المسلمين - والحمد للّه -
ينكرون البدع ويردون على المبتدعة من خلال الصحف
والمجلات والإذاعات وخطب الجمع والندوات
والمحاضرات مما له كبير الأثر في توعية المسلمين
والقضاء على البدع وقمع المبتدعين .(17)
وقال الشيخ صالح الفوزان
في كتاب أسئلة المناهج الجديدة "
إجابة على سؤال :
هل يمكن الاجتماع مع اختلاف المنهج والعقيدة ؟
فأجاب الشيخ حفظه الله :
( لا يمكن الاجتماع مع اختلاف المنهج والعقيدة
وخير شاهد لذلك : واقعالعرب قبل بعثة الرسول
، حيث كانوا متفرقين متناحرين
فلما دخلوافي الإسلام ، وتحت رايةالتوحيد ،
وصارت عقيدتهم واحدة ، ومنهجهم واحداً ؛
اجتمعت كلمتهم ، وقامت دولتهم ،وقد ذكرهم الله بذلك فيقوله :
{ واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً
فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمتهإخواناً} .
وقال تعالى لنبيه
{لو أنفقت مافي الأرض جميعاً مآ ألفت بين قلوبهم
ولكن الله الف بينهم إنه عزيز حكيم }.
والله سبحانه لا يؤلف بين قلوب الكفرة والمرتدين
والفرق الضالة أبداً إنما يؤلف الله بين قلوب المؤمنين الموحدين ،
قال تعالى في الكفار
والمنافقين المخالفين لمنهج الإسلام وعقيدته :
{تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى
ذلك بأنهم قوم لا يعقلون }
وقال تعالى
{ ولا يزالون مختلفين إلامن رحم ربك } ،
وهم أهل العقيدة الصحيحة
والمنهج الصحيح
فهم الذين يسلمون من الاختلاف.
فالذين يحاولون جمع الناس مع فساد العقيدة
واختلاف المنهج يحاولون مُحالاً
لأن الجمع بين الضدين من المحال.
فلايؤلف القلوب ، ويجمع الكلمة ؛ سوى كلمة التوحيد
وإذا عُرف معناها ، وعُملبمقتضاها ظاهراً وباطناً
لا بمجرد النطق بها مع مخالفة ما تدل عليه
فإنها حينئذلا تنفع )
(18) اهـ.
* قال فضيلة الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله في كتابه
" الرد على المخالف من أصول الإسلام
" نقلاًمن " الردود " له :
إن النبي يخبر بافتراق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة
والنجاةمنها لفرقة واحدة على منهاج النبوة
، أيريد هؤلاء اختصار الأمة إلى فرقة وجماعةواحدة
مع قيام التّمايز العقدي المضطرب؟!
أم أنها دعوة إلى وحدة تصدّع كلمة التوحيدفاحذروا.
وما حجتهم إلاّ المقولات الباطلة :
لا تصدّعوا الصف من الداخل !
لا تثيرواالغبار من الخارج !
لاتحركوا الخلاف بين المسلمين !
نلتقي فيما اتّفقنا عليه
ويعذر بعضنا بعضا فيمااختلفنا فيه ! وهكذا .
وأضعف الإيمان أن يقال لهؤلاء
:هل سكت المبطلون لنسكت ،
أم أنهم يهاجمون الاعتقاد على مرأى ومسمع
ويطلب السكوت؟ اللهم لا…
ونعيذبالله كل مسلم من تسرب حجةاليهود
فهم مختلفون على الكتاب
مخالفون للكتاب، ومع هذا يظهرون الوحدةوالاجتماع
وقد كذبهم الله تعالى فقال سبحانه :
{ تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}وكان من أسباب لعنتهم ماذكره بقوله
{كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه }
(19) اهـ.
* قال الشيخ عبدالرحمن دمشقية حفظهالله في كتابه
" دراسات عن التصوف "
إن أهل البدع صاروا يعملون بين ظهراني المصلحين
وعلى مرأى منهم ، بلا ردع ولا إنكار عليهم
بل دخل البعض منهم إلى صفوف المصلحين
وهذا ينذر بوقوع اللعنة كما وقعت على بني إسرائيل
على لسان أنبيائهم وضرب قلوبهم بقلوب بعض حين كانوا
يجالسون أهل المنكر ويؤاكلونهم من غير إنكار للمنكر الذي كانوا عليه.
* إن البدعة لا تعرف حداً تقف عنده
وإنما هيفيتطور مستمر
فإن لم نعملعلى إنكارها اليوم فسنجد أنفسنا غداً
محاطين ببدع أعظم لن نقدر على ردعهاوإنكارها.
* إننا أمرنا بالتبليغ لنكون شهداء على الناس
ويكون الرسول عليناشهيداً
ونهينا عن كتمان الحق
بأي وجهمنالوجوه لأن كتمان الحقف يعرف الشرع خيانة و
هو خصلة من خصال بني إسرائيل
وإن من العامة من يخدعون بالبدع والضلالات ولا يدركوا حقيقتها
فمن يكون المسؤول عنهم غداً أمام الله
إلا المصلحون الذين يعملون الحق ويكتمونه لمصلحة المسلمين
وصوناً لوحدتهم "زعموا" ؟!…)
إلى آخر كلامه جزاه الله خيراً
وهو وإن كان حول الرد على الرفاعية فإنه يشمل أيضاً
الرد على المخالف فى العقيدةعموماً.
(20)