أدلة العلاج ألبان البقر الإبل
القرآن الكريم :
يقول جل وعلا : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) ( يس: 71-73)
يقول جل وعلا : ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ )
( سورة النحل - الآية 66 )
يقول صاحب التفسير الميسر : ( وإن لكم -أيها الناس- في الأنعام -وهي الإبل والبقر والغنم- لَعظة, فقد شاهدتم أننا نسقيكم من ضروعها لبنًا خارجًا من بين فَرْث -وهو ما في الكَرِش- وبين دم خالصًا من كل الشوائب, لذيذًا لا يَغَصُّ به مَن شَرِبَه )
السنة النبوية المطهرة :
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال
قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون
يتضح من هذا الحديث أن في ألبان الإبل وأبوالها شفاء من بعض الأمراض.
وعظم البطون أي كبر حجمها إما أن يكون من مرض التهاب القولون حيث ينتفخ من تجمع الغازات به، أو من حدوث تجمع مائي تحت الغشاء البريتوني في تجويف البطن وهو ما يعرف بالاستسقاء وفي كلا المرضين يستفيد المرضى بتناول لبن الإبل وأبوالها حيث تفرز هذه الأجسام المضادة الصغيرة في اللبن والبول وهذا يمكن أن يكون هو السر في شفاء أو تحسن كثير من مرضى التهاب الكبد الوبائي bو cوبعض حالات التهاب القولون المزمن وبعض حالات الإصابة بمرض السرطان المبكر خصوصا إصابات الجهاز الهضمي.
هذا هو لبن الإبل الذي أخرجه المولى جل شأنه بقدرته العظيمة من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين غني بهذه المركبات البروتينية الشافية بإذن الله.
مما يجعلنا نتلو قول ربنا بإجلال لافتا انتباهنا إلى كيفية خلق هذا الحيوان من دون سائر المخلوقات المسخرة لنا في قوله تعالى:
( أَفَلا يَنظُرُونَ إلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَت)
وقد قال الرازي في لبن الإبل ( لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج''
وقال ابن سينا في كتاب القانون ''أن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية، وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو أن إنسانا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا''.
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
(فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن) ( رواه أبو داوود)
فاللبن غذاء مثالي متكامل للإنسان ويحوي الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو الطبيعي للطفل والشاب والكهل.
- عن مليكة بنت عمرو - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله :
( ألبان البقر شفاء ، وسمنها دواء ، ولحومها داء ) ( السلسلة الصحيحة 1533 )
قال المناوي : ( " ألبان البقر شفاء " من الأمراض السوداوية والغم والوسواس ويحفظ الصحة ويرطب البدن ويطلق البطن باعتدال وشربه بالعسل ينقي القروح الباطنة وينفع من كل سم ولدغ حية وعقرب وتفصيله في الطب " وسمنها دواء " إذ هو ترياق السموم المشروبة كما في الموجز وغيره " ولحومها داء " مضرة بالبدن جالبة للسوداء قال في الإرشاد عسير الهضم يولد أخلاطا غليظة وأمراضا سوداوية كسرطان وجرب وقوبا وجذام وداء الفيل وحمى الربع ويغلظ الطحال ) ( فيض القدير - 2 / 155 )
- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :
( إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، إلا الهرم ، فعليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل شجر )
( السلسلة الصحيحة 518 )
قال المناوي : ( " إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم " أي الكبر فإنه لا دواء له البتة قال ابن حجر - رحمه الله - : استثني في الحديث الآتي الموت وهنا الهرم فكأنه جعله شبيها بالموت والجامع بينهما نقص الصحة أو القربة إلى الموت وافضائه إليه ويحتمل أنه استثناء منقطع والتقدير لكن الهرم لا دواء له " فعليكم بألبان البقر " أي الزموها " فإنها ترم من كل الشجر " أي تجمع منه وتأكله وفي الأشجار كغيرها من النبات منافع لا تحصى منها ما علمه الأطباء ومنها ما استأثر الله بعلمه ، واللبن يتولد منها ففيه بعض تلك المنافع فربما صادف الداء الدواء والمستعمل لا يشعر ، قد تضمن هذا الخبر وما قبله وبعده إثبات الأسباب والمسببات وصحة علم الطب وجواز التطبب بل ندبه والرد على من أنكره من غلاة الصوفية قال الحكماء والطبيب معذور إذا لم يدفع المقدور )
( فيض القدير - 2 / 256 )
- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله :
( تداووا بألبان البقر ، فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء فإنها تأكل من كل شجر )( السلسلة الصحيحة 2 / 46 )
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( واللبن محمد يولد دما جيدا ، ويرطب البدن اليابس ، ويغذوا غذاء حسنا ، وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية ، وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الأخلاط العفنة ، وشربه مع السكر يحسن اللون جدا ، والحليب يتدارك ضرر الجماع ، ويوافق الصدر والرئة ، جيد لأصحاب السل ، رديء للرأس والمعدة ، والكبد والطحال ، والإكثار منه مضر بالأسنان واللثة ، ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء ، وفي الصحيحين : أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ، ثم دعا بماء فتمضمض وقال : " إن له دسما "
وهو رديء للمحمومين ، وأصحاب الصداع ، ومؤذ للدماغ ، والرأس الضعيف ، والمداومة عليه تحدث ظلمة البصر والغشاء ، ووجع المفاصل ، وسدة الكبد ، والنفخ في المعدة والأحشاء ، وإصلاحه بالعسل والزنجبيل المربى ونحوه ، وهذا كله لمن لم يعتده )
( الطب النبوي - ص 385 - 386 )
قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( لبن البقر : يغذو البدن ، ويخصبه ، ويطلق البطن باعتدال ، وهو أعدل الألبان وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والغلط والدسم )
( الطب في القرآن والسنة بين تشخيص الداء ومعرفة الدواء - 67 )
إن الذي يتأمل ما جاء في كتاب الله وسنَّة نبيه يلاحظ أن كل ما ذُكر من أغذية لابد أن نجد فيها أسراراً عظيمة، فلا أحد ينكر أهمية البن كغذاء وعلاج لكثير من الأمراض
واليوم تتجلى فوائد عديدة لتناول الحليب (اللبن) في تقوية العظام والوقاية من السرطان، والدراسة الجديدة تؤكد أهمية الحليب للوقاية من ضعف الذاكرة ومرض الخرف أو ما يسميه القرآن (أرذل العمر)
يقول تعالى : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) ( الحج: 5)
كشف باحثون في مستشفى همرسميث في لندن ومستشفى لستر العام أن حليب البقر المنتج في الأيام الأولى لولادة البقرة يساعد في علاج العديد من أمراض المعدة المعتادة، ويقول العلماء إن بإمكان مادة بوفاين كولوستروم الموجودة بكثرة في حليب البقر أن تعالج الكثير من الأمراض والتوعكات التي تصيب المعدة، ويضيف العلماء أن هذا الحليب يمكن أن ينقذ حياة آلاف المرضى سنوياً. وتجري حاليا دراسات لمعرفة إن كان الكولوستروم يساعد المرضى المصابين بقرحة الأمعاء الحادة، وهي التهاب حاد يصيب الأمعاء الغليظة.
وقد أظهرت الاختبارات الأولية بأن أحد البروتينيات الموجودة في الكولوستروم يمكن أن يساعد في علاج أمراض المعدة والأمعاء. ويقول البروفيسور ري بلايفورد، وهو أستاذ الجهاز الهضمي في مستشفى همرسميث في لندن إن الحليب قد أثبت فائدته في معالجة التأثيرات التي تسببها العقاقير المضادة للالتهاب، الخالية من الهرمونات المنشطة، المسماة بستيرويد.